مترجم إلى العربية: نصائح للتوازن بين حياتك العملية واللاعملية

تاريخ النشر: 11/06/2014    

*هذا المقال ليس من كتابتي وإنما من ترجمتي فقط. (1)

‏زميل سألني مؤخرا لنصيحة أقدمها للتوازن بين الحياة العملية واللاعملية.‏جوابي كسر حاجزي الشخصي ليكون ملائم لنشره في تدوينة مستقلة، بناء على قواعدي التي ‏أضعها للتدوين الأكاديمي.

‏نصائحي بشكل عام هي:

‏بما أني أكتب من وجهة نظر شخصية، نصيحتي قد تلائم أكثر بروفيسور أو أستاذ أكاديمي، ‏يبحث عن الاستقرار الوظيفي، متزوج، ولديه أبناء صغار.‏

بالرغم من ذلك، حاولت أن تكون هذه النصائح مفيدة للجميع، قدر الإمكان.‏استمر في القراءة لمزيد من التفاصيل.

 ‏صرّح بأولوياتك واعترف بها

‏ابدأ بسرد أولوياتك في الحياة.‏إذا كانت بعض الأولويات مثل : “الصحة”، “السعادة”، أو “العائلة” تقبع تحت أولوياتك ‏العملية، فإن أهدافك طويلة المدى غير ثابتة.

‏من السهل جدا أن تضع العمل في مقدمة أولوياتك من غير أن تشعر.‏إذا استمر مثل هذا الترتيب العكسي للأولويات: الاكتئاب، الألم، المرض، أو الطلاق ‏مشاكل لن تفلت منها.

نصائح خاصة للأكاديميين‏

كبروفيسور غير مستقّر بعد، من المهم سرد الأشياء التي ستضحي بها لأجل الوظيفة.‏كطالب دراسات عليا، من المهم سرد الأشياء التي ستضحي بها لأجل شهادة الدكتوراة.‏


تجنب إدمان العمل‏

عقلية “عمل أكثر، نوم أقل” هي عقلية ضالّة.‏

لأكون واضح، أنا لا أدعو لإنجاز عمل أقل.‏

ولست بالضرورة أجادل لفرض ساعات عمل أقل.‏

لكني أدعو إلى الفعالية أو الكفاءة.‏

لقد لاحظت عقلية “عمل أكثر، نوم أقل” في شخصيات عمل مختلفة. لاحظت تفاخرهم بذلك في ‏العمل لساعات متأخرة من الليل، وفي عطلات نهاية الأسبوع.

‏معادلة العمل هي كالتالي:‏المخرجات أو النتائج = وحدة عمل/ (ساعة*عدد ساعات العمل)‏

الأشخاص الذين يتبعون قاعدة “عمل أكثر، نوم أقل” يميلون للتركيز على "عدد ساعات ‏العمل” من معادلة العمل السابقة.‏

(وحدة عمل/ساعة) من المعادلة السابقة، أو “الإنتاجية”، هي بنفس المستوى من ‏الأهمية، إن لم تكن أهم.‏

كتاب "Rework" أو “إعادة صياغة العمل” قدّم توضيحات ممتازة لمدى زيف قاعدة ”عمل ‏أكثر، نوم أقل”.

 

‏فك شفرة الانتاجية الخاصية بك ستدفع بها إلى أقصاها، نظريا.‏

إذا ظهرت مشكلة ضيق الوقت للأشخاص أصحاب عقلية “عمل أكثر، نوم أقل”، سيمتليء ‏بالقلق. لن يستطيع تحقيق انتاجية واضحة. سيعجز عن الانتاج.

‏على الجانب الآخر، إذا ظهرت مشكلة ضيق للوقت للفرد صاحب الفعالية العالية، ستزيد ‏إنتاجيته، بناء على المعادلة التي قدمناها.

هل أنت مدمن لعملك؟‏

عندما تتحدث مع زميلك عن العمل، هل تتحدث عن الأشياء التي لم تعملها؟ أنك لم تنم؟ ‏لم تأكل؟ لم تذهب إلى السينما؟ لم تشاهد التلفاز؟‏

أو أنك تتحدث عن ما فعلته; أنك أرسلت طلب دعم مادي، كتبت مقالة معينة، تبلورت ‏لديك فكرة معينة مثيرة للاهتمام، أو قدمت محاضرة عظيمة؟

‏إذا كان محور حديثك دائما يركز علي الأشياء التي تضحي بها بمقابل الأشياء التي ‏تنجزها، من الممكن أن يكون تركيزك على جانب واحد من معادلتنا السابقة لإنتاجية ‏العمل.

مقالات مقترحة التي قد تساعدك في زيادة انتاجيتك:- ‏

‏تجنب الكمال أو المثالية‏

من الجيد أن تستخدم شغفك للكمال كدليل توجيهي، لكن يجب أن تدرك أن الكمال، كغاية، ‏لن تستطيع الوصول إليها.‏الكمال وسيلة وليست غاية.

‏اسعَ للكمال، حتى ترى عملك يتجاوز تقييم “جيد بما فيه الكفاية”.

‏البحث عن الكمال يؤثر على كمية العمل الموكل إليك، لأنه يمنع التنازلات تماما.‏

من سلبياته أيضا أنه يضيع وقت إضافي لإتقان العمل لدرجة تتجاوز الدرجة المرغوبة.‏

هذا الوقت الضائع من الممكن استثماره لإضفاء التوازن في حياتك.

ضع الحدود والتزم بها‏

صيانة مبدأ “التوازن” في حياتك يتطلب وضع الحدود.

‏وعند الضرورة، يتطلب وضع الحدود بصرامة مؤلمة.

‏على سبيل المثال، الراوتر أو الموزع في منزلي يعطّل اتصال الأنترنت عن حاسوبي ‏الشخصي المتنقل بعد الساعة ١٨:٣٠ حتى ٨:٠٠ من اليوم التالي.

‏الموزع يسمح بـ ٣٠ دقيقة عند الوقتين : ٥:٣٠ و ٩:٣٠ لتحديث البريد الالكتروني ‏ومجلدات الأكواد البرمجية.‏عند الضرورة، استحدث منبهات تذكّرك بـ”الحياة الحقيقية” خلال عملك.‏

مثل هذه الحدود الصارمة قد تكون صعبة التعامل في البداية، لكن مع مرور ‏الوقت ستتقبلها وتتعايش معها، بل ستدرك أهميتها; ستجبر نفسك على الإنجاز خلال ساعات ‏العمل الصارمة التي وضعتها.

 ‏تجنب الإفراط في الالتزام بالأعمال‏

ستحتاج لدقائق قليلة لتزم نفسك بمهام، قد ترتبط معك لسنين طويلة، حتى تستطيع ‏“الهرب” منها.‏تعلم متى وكيف تقرر أن تقول “لا”.

‏إذا كانت التزاماتك فوق المستوى المعقول، قل:”هذه المهمة/المهام تعجبني لكن تركيزي ‏الحالي على التزاماتي العملية قد يمنعني من أداء هذه المهمة على أكمل وجه، حسب ‏رؤيتي."‏

قبل أن تقرر أن تقول “نعم”. تأمل في المهمة الجديدة و”نَمْ” معها.

‏إذا وجدت أن التزاماتك لا تستطيع الإيفاء بها، إبدأ بطلب المساعدة، الإلغاء، أو حتى ‏الرفض.

استخدم نظام معين لتسيير العمل‏

نظام لتسيير العمل والانتاجية مثل ما هو معروض في كتاب: (Getting things done) أو ‏“إنجاز المهام” يمنع ما يمكن وصفه بـ “ الموت بـ ١٠٠٠ طعنة”.

 

‏هو نظام لتنظيم متابعة جميع مهامك.

‏حتى أكون أكثر دقة، النظام يتابع كل مهامك في الحياة تحت إطار واحد، سواء ‏العملية أو الشخصية.‏بما أنه يتابع جميع مهامك، هو أيضا يساعدك على معرفة الأوقات التي تكون فيها محاط ‏بالتزامات تفوق طاقتك، الأوقات التي يجب فيها أن تقول “لا”.

‏النظام المعروض في الكتاب يحتوي على درجات من التنظيم. ستلاحظ أن الصعوبة تزداد ‏حينما تصل للدرجات المتقدمة، هي إشارة جيدة لوصوك لمرحلة الالتزام المبالغ فيه، ‏وأنه يجب التخفيف من التزاماتك.‏

بعض الأنظمة الإنتاجية الأخرى مثل : “تكتيك بومودرو” تكون ملائمة عندما يحين الوقت للتشغيل الفعلي ‏للأعمال.‏

شخصيا لا أستخدم نظام “بومودرو” بشكل مُقيّد، لكني أدْركتْ الفكرة الأهم: الفعالية الأعلى في العمل ‏حينما لا يكون هناك انقطاع أو ازعاج.

‏تَوَاصَل‏

في أي عائلة أو علاقة عاطفية، كل طرف يجب أن يوضح مستوى القلق و مقدار العمل للطرف ‏الآخر.‏

نظام تقويم مشترك، مثل تقويم قووقل “google calendar”، يساعد على توضيح مستوى القلق ‏بشكل تلقائي للطرفين.‏

من المهم أيضا أن يتم توضيح مستوى القلق بطريقة مباشرة، بين الحين والآخر.

‏حينما يصل مستوى القلق لمرحلة متقدمة، حذّر عائلتك.

‏قد يساعدونك على تجاوز مثل هذا المستوى من القلق أو حتى التأقلم معه لفترة مؤقته، ‏إذا وضّحت ذلك بالتواصل.‏

الاعتماد على التخاطر أو الظنون هي الوسيلة الأمثل لتدمير علاقة عاطفية جيدة.

لا تهمل هواياتك‏

حتى وإذا كنت تحب عملك (كما الكثير ممن يشاركني التخصص)، من المهم أن يكون لك ‏هوايات خارج إطار العمل.‏

حتى أفضل الأعمال وأمتعها تجلب القلق.‏

الهوايات هي طريقة للتنفيس وطرد مثل هذا القلق قبل أن ينفجر.

 قدّر أهمية المهام التي تقوم بها‏

قرر قائمة بالمهام الشخصية الضرورية.‏

إذا لديك شريك (زوج)، تقاسم المهام معه.‏

كل شخص يجب أن يلتزم بالمهام التي يفضّلها (الملائمة له).‏

للمهام غير المرغوبة المتبقية، قسّمها بطريقة متساوية أو ضع في الحسبان توظيف شخص ‏آخر ليقوم بها.‏

على سبيل المثال، شخصيا لدي المقدرة لجّز العشب أسبوعيا، لكن لا أستمتع بذلك. من ‏الأفضل أن أقضي وقتي في البحث، أو الكتابة، أو اللهو مع أبنائي. لهذا السبب فوضّت ‏هذه المهمة لطالب جامعي يقطن في نفس الحيّ.‏ 

أو، على سبيل المثال أيضا، إذا كنت لا تحب التنظيف (أو تفضّل استثمار الوقت في ‏ شيء آخر)، ضع في الحسبان خدمة تنظيف المنازل.

ابحث عن التكيف والملائمة باستمرار‏

يجب أن تدرك أنك لا تستطيع المحافظة على التوازن في حياتك بشكل مثالي.

‏سوف تقع في الأخطاء.‏

لا مانع من ذلك.

‏استمع لشريكك، وإذا كان غير مقتنع، خذ بزمام المبادرة. وسّع حدودك وكن مرنا; غيّر ‏عاداتك، أو قلّل من مقدار العمل الذي تقوم به.‏كن على قناعة أن البحث عن التوازن بين حياتك العملية واللاعملية هو عملية لا ‏نهائية.‏

لا تعامل مصطلح التوازن في جملة : "التوازن بين حياتك العملية واللاعملية” على أنه ‏اسم.

‏عامله على أنه فعل.‏

”وازن” بين حياتك العملية واللاعملية”.(2)

  • (1)الترجمة لم تكن حرفية بشكل مطابق تماما. اشتملت على إضافات لغوية أو أدبية باجتهاد شخصي. أتمنى أن تكون موفقة ولا تؤثر على المعنى العام.

  • (2) المصدر: /http://matt.might.net/articles/work-life-balance